كنت أبحث دوما عن الحب بين سطور صفحات الحياه ... وحين وجدته قررت الرحيل والفرار بعيدا ...ولكنه لا يدعنى أرحل إلى ميناء الوحدة ...فكلما توجهت بعقلي وفؤادي لزمن الماضي ...سلبنى عشقه لأنهار من الدموع والإشتياق والحنين ... ويجعلنى أتساءل ما كل هذا الحب الذي يحاصرني ويؤسرنى في قنينة من ذهب مزيف ...وكأنه مسرحية هزلية تخفي خلف ستارها القاتم اللون وجه آخر من الوهم والسراب ويدعى الحب ...أي نوعا من الحب هذا الذي يجبر المحبوب على البقاء متيقظا خائفا من مجهول لا يدركه ...ويجعله متألما ينزف قلبه جرحا مما أصابه من قسوة قيوده ...كلا
سأرحل بعيدا وسأكسر كل القيود التى تحاصرني ...فأنا أبغض تلك القنينة المزيفة وسئمت البقاء في عصرك هذا ...ولا تلمنى إن أغمدت في قلبك خنجر من فضة ... ليقضى على أملك في أن تجعلنى أسيرة قلبك وتسيطر على حياتي كما لوكانت ملكا لك أو دمية تحركها بأناملك ...فإرحل عن زمنى ولا تبحث عنى بين صفحات حياتك ..لأنك لن تتمكن من كسر حاجز بنيته بعقلي وكياني بينك وبينى ...فليس من حقك أن تمنحنى الحب الذي أبحث عنه دوما في قصة خطتها يدى أوخاطرة رسمت أحلامى بها على أوراقي البيضاء ...ولست أنت من يشتاق إليه فؤادى ويبحث عن دفئه في ليالي الشتاء الباردة ...او عن نسمات العبير الصافية في حرارة الصيف القاسية....
قف عندك ولا تتجاوز الأسوار العالية التي شيدتها لأهرب منك ومن قيودك الجارحة ...والتى تصر على تطويقها حول عنقي ويداي المرتجفة ...ولا تقدم لي كأسك لأرتشف منه فأثمل من همسة ٍ تعيد تكرارها بين لحظة وأخرى ...أو لمسة يديك التى تلوح لي بها محاولا ًملامسة أناملي ...وألحانك المعتادة التى جعلتنى أختبىء في صومعتى لأبحث عن مخرج آخر لهواك المعذب وجنون عشقك المنساب كالنهر المتفجر في باطن الأرض ...
آه وألف آه هذا ليس ذنبي أنك لم تجد الحب قبلى فإبحث عنه بعيدا عنى ... ولا تحملنى قسوة غيرى من نساءك الذين عشقتهن في زمن غير زمنى ...فقلبى وعقلي ليس من حقك أن تقسو عليهم وتؤسرهم لغدر أنت
صنعته بيدك لا بيد غيرك وكف عن ملاحقتى في صحوى ومنامي...وابحث عن الحلقة المفقودة بالحب في دروبٍ غير دروبي