هل يسأل الزهر عن مدى شوقه لقطرات الندى؟
هل تسأل ليالي الصيف القائظة عن النسمات العليلة؟
هل يسأل عليل عانى من قسوة العلة طويلا عن شوقه لدواء شافٍ؟
هذه إذن أنا يا مهجة الروح ، أشتاق إليك فيزداد الشوق إلحاحا ، كأنه يتوالد في هذا الخافق المحب ، فلا يهنأ إلا بلقائك أيا كان هذا اللقاء ، ولو كان طيفك بالمنام ، ولكن .. أنى له أن يهنأ وكلما اشتاق ازداد شوقاً ، إنه يشتاق إليك حاضرة غائبة لا تبارحيه أبداً، فأنت البلسم الشافي وأنت النسمة العليلة ، وأنت .. أنت أنت قطرات الندى .
هذا الهوى الذي يملكه ولا يترك لغير صورتك البديعة به محلاً ، هو ما جعل هذا الشوق يبرّحه ، فلا تسألي يا بلسم الروح ان كنت أشتاق ..
رسم لي مدناً وملكني عليها ، وظللها بسحابة من الحب فلا تصل إليها عين غير عين من أهوى ، وأصدر فيها مراسيم العشق الأبدي مختومة بخاتم المحبة السرمدية أن لا غيرك يدخلها ، ورسم بها عوالم من الحب الطاهر وأفاض عليه من كيميائه العبقرية ما يمنع عنه كل ما يدنسه .
وأقامني فيها متوجاً وحدي لا هم لي الا هواك وحبك وصار حراسه الأشداء يمنعون الصور _حتى الصور _أن تمر الا صورتك البهية ، أسعدني وأيم الله أن أكون هذا المتوج الأوحد ..
أبعد هذا أسأل : أتشتاق !؟